الأحد، يناير 31، 2010

الرجل والعصفور



بسم الله الرحمن الرحيم


لست أدري لم تقفز هذه الحكاية الى رأسي في العديد من المواقف التي أمر بها , حتى في حالة عدم علاقتها بالأمر , ولذلك قررت أن أرويها لكم , لعلها تعشش في رؤوسكم وأتخلص منها.
هي حكاية قديمة قرأتها منذ زمن طويل! ولكنها لم تغادر رأسي كما فعلت مئات الحكايات غيرها , والتي طواها النسيان .
لا أريد أن أطيل عليكم , اليكم الحكاية.
قيل أن رجلا مارا في طريقه , في يوم شديد البرودة فوجد عصفورا صغيرا على قارعة الطريق , يرتعش من البرد ولايستطيع الطيران

فالتقطه الرجل فرحا , وسار في طريقه وبعد فترة , أحس العصفور بالدفْ في يد الرجل , فسأله قائلا : ماذا تريد أن تفعل بي ؟.
أجاب الرجل بنهم : أذبحك وآكلك.
قال العصفور : أنا عصفور صغير , لا أسمن ولا أغني من جوع , ولكن أذا تركتني سأقول لك ثلاث حكم تفيدك في حياتك , فكر الرجل مليا ثم قال : موافق قل لي الحكمة الآولى .
قال العصفور : سأقل الحكمة الأولى وأنا في يدك , والثانية عندما تتركني من يدك على الأرض , والثالثة عندما أصبح على الشجرة.
قال الرجل : إتفقنا هات الآولى .
قال العصفور : لاتصدق كل ما يقال.
قال الرجل : حسنا , هات الثانية .
قال العصفور : اتركني من يدك . فأفلت الرجل العصفور من يده فابتعد عنه عدة أمتار , وقال : الحكمة الثانية أن لاتندم على شيْ فاتك.
ثم طار العصفور على الشجرة قائلا : أيها الرجل الغبي لو ذبحتني لوجدت في حوصلتي درتين تزن كل واحدة منهما عشرين قيراطا .
فعض الرجل على أصبعه حتى قطعه ندما على تركه العصفور , وقال باكيا : هات الثالثة .
قال العصفور : وماذا تفعل بالثالثة وقد نسيت الأولى والثانية ؟ كيف تصدق أن بحوصلتي درتين تزنان أربعون قيراطا , وأنا لاأزن عشرين قيراطا . وحتى لو كان ذلك صحيحا , كيف تندم على شيْ فاتك ولن تستطيع الحصول عليه؟
وطار العصفور مبتعدا في السماء .

الجمعة، يناير 29، 2010

الماء هو الحياة



بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى"وجعلنا من الماء كل شيْ حي" صدق الله العظيم.
رغم أن المياه تغطي ثلاثة أرباع سطح الكرة الأرضية , ألا أن العالم يواجه مشكلة حقيقية في المياه . فمعظم هذه المياه هي في البحار والمحيطات وهي مياه غير صالحة للشرب والزراعة إلا بعد إجراء عملية التحلبة التي تحتاج إلى أموال طائلة لا تستطيع الدول الفقيرة القيام بها.
ويقع وطننا العربي ضمن منطقة شحيحة المياه , أذ تغطي الصحراء معظم أراضيه وخلوه من الأنهار إذا استثنيا منطقة الهلال الخصيب ووادي النيل,وهو من أكثر المناطق الجغرافية التي تواجه مشكلة المياه . ومع التغير الأخير في حالة الطقس والتي ستؤثر بشكل فعال على منطقتنا العربية بدرجة أكبر لم نرى خطة عربية أو إهتماما لمواجهة المشكلة التي ستكون معضلة كبرى في القرن الحادي والعشرين.
ومع هذا الفقر الشديد في المياه وعدم الإهتمام بالأمر , نلاحظ إسرافنا المفرط في إستخدامه بشتى الطرق سواء كان ذلك في البيوت أو الأماكن العامة.
قال تعالى"كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لايحب المسرفين" كما نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في إستخدام الماء حتى لو كنا نغرف من نهر.
حافظوا على الماء رحمكم الله.